طرق تزكية النفس ...!!!
...
ويكون من خلال تربية نفسك على الأمور التاليـــة ..
1) التوحيــــد .. ونحن بحاجة إلى أن نربي أنفسنا على معاني التوحيد؛ لأن القلب إذا فسد، يجعل المرء يقع في الشرك بلا شك ..
ومفسدات القلب خمس:
1) التعلق بغير الله .. 2) فضول الطعام .. 3) فضول الكلام .. 4) فضول المنام .. 5) فضول المخالطة.
وأخطرها التعلق بغير الله .. كالتعلُق الشديد بين الرجل والمرأة حتى لو كانت زوجته، إن كان سيؤدي هذا التعلُق إلى التفريط في حقوق الله عزَّ وجلَّ .. ناهيك عن العشق المُحرَّم والتعلُق بالمناصب العالية .. أو أن يكون شديد الحرص على رضا أبناءه، وذلك على حساب واجباته تجاه الله تعالى، فتجده لا يؤدي زكاة ماله حرصًا على تلبية رغباتهم.. أو الحرص على ثناء الناس حوله، مما يوقعه في الشرك الأصغر وهو الريــــاء .. وكل هذا تعلُق مذموم؛ لأنه يقطع على العبد أبواب الطاعة.
وأنواع التوحيــــد ثلاثة، هي: توحيد الربوبية وتوحيد الأولوهية وتوحيد الأسماء والصفات ..
أ) توحيد الربوبية:أن يتيقن العبد ويُقِرَّ أن الله وحده هو الخالق الرازق مُدبِّر الكون كله ومالكه المحيي المميت ..
فتوقن أنه لا يُدبِّر أمرك أحدًا سواه .. فلابد أن تفوض أمرك إلى ربِّك في كل الأمور وتوقن إنه وحده الذي يرزقك سبحانه .. وعندما يبتليك، لابد أن تتلقى هذا البلاء بالرضـــا والصبر .. فلا كاشف للضُر إلا الله سبحـــانه وتعالى.
ب) وتوحيد الألوهية:ألا يُشرك أحدًا في عبادة الله سبحانه وتعالى، والعبودية هي: الحب التــــام والذل التــــام لله عزَّ وجلَّ ..
فلا تخضع ولا تذِل لأحدٍ غير الله تعالى .. ويكون حبك لله عزَّ وجلَّ أعظم من حبك لأي شيءٍ سواه،،
جـ) توحيـــد الأسماء والصفات:أنه سبحانه متصف بصفات الكمال ومنزه عن كل نقص.
فتُعطي الحق لكل اسم من أسماء الله تعالى وصفاته في حيـــــاتك .. فأثناء سعيَّك للرزق، توقن أن الله عزَّ وجلَّ هو المُقيت .. وتجعل لكل اسم حظًا في سائر حياتك .. فهو سبحـــانه الودود، المُجيــب، القريب ..
2) الإعتصام بالكتاب والسنة .. أن يتمسك ويعتصم بالكتاب والسُنة، فمدار السعادة في الدنيا والآخرة عليهما .. قال الله تعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ..}[آل عمران: 103].. وحبل الله عزَّ وجلَّ هو الكتاب والسنة ..
وقال تعالى {.. فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ..}[النساء: 59] .. فعند الاختلاف، لابد أن نرد الأمر إلى الكتاب والسنة حتى ولو كان يخالف هواك ورأيك.
3) الإيمان بالقضاء والقدر .. يقول الله جلَّ وعلا{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[الحج: 70]..
عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله يومًا، فقال"يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"[رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني] ..
والإيمان بالقضاء و القدر لا يتم على وجهه الأكمل، إلا إذا حقق الإنسان الإيمان بالخمسة أمور التي قبلها: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ثمَّ الإيمان بالقدر خيره وشره.
ومن يرضى بقضاء الله يعيش في جو هادئ مما يدخله في جنة الرضا ..وأخطر ما يُهدد إيمان العبد، هو التسخُّط على قدر الله .. لإنه لن يرضى بشرع الله حينها، مما يوقعه في الذنوب.
عن أبي حفصة قال: قال عبادة بن الصامت لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله يقول"إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة"، يا بني إني سمعت رسول الله يقول "من مات على غير هذا فليس مني"[رواه أبو داوود وصححه الألباني]
كما إن من ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر .. سلامة الصدر من الحقد والحسد، ويغرس في القلب نوعًا من الشجاعة، ويُخفف من الجزع عند المصيبة، ويدفع المرء لبذل الجهد في العمل ويطرد عنه اليأس.