الحمد لله وكفى وسلام على حبيبه الذى اصطفى أحبابى حديثى معكم اليوم عن وقفات لا بد منها مع النفس بين الحين والحين حتى نتلمس مواقع أقدامنا ونتلمس علامات الطريق ومنارات الهدى حتى لا نضل فى دروب الحياة أو ننحرف فى متاهات الفتن فنهلك فى بعض وديانها وشعابها ونحن لا نشعر وقفات مع النفس نسألها بكل شجاعة وبعدم تحرج نسألها وتجيبنا ونقيم الإجابات ونحدد بأنفسنا النتيجة والدرجات فإن كانت النتيجة مرضية فنحمد الله عز وجل ونسأله التثبيت وإن كانت غير ذلك فندرك أنفسنا بالتقويم والإصلاح ونسرع المسير قبل أن يأتى يوم الإمتحان الأخير فنندم على التقصير فى يوم لا ينفع فيه الندم فاليوم عمل بلا حساب وغدا حساب ولا عمل فعلينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ونزن أعمالنا قبل أن توزن علينا فعلينا أن نكون فى أعلى درجات الصدق مع النفس لا نخدعها ولا نرائيها . إسأل نفسك هل أنا مؤمن ؟ وما درجة إيمانى ؟ هل أنا مؤمن ضعيف الإيمان ظالم لنفسه أسرف على نفسه إسرافا كثيرا ؟ أم أنا مؤمن متوسط الإيمان (مقتصد) خلط عملا صالحا وآخر سيئا ؟ أم أنا مؤمن جيد الإيمان (سابق بالخيرات ) ؟ فلننظر لقول الحق سبحانه وتعالى حيث يقول فى كتابه العزيز : ((ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير )) فالإيمان يزيد وينقص يزيد مع الطاعة وينقص مع المعصية والإيمان يتفاوت بين المؤمنين وإلا فكيف يتفاضل أهل الجنة فى درجاتها وقد علم أن الجنة ثمانى درجات وكذلك النار تتفاوت فى دركاتها فالنار سبع دركات والحق سبحانه وتعالى يقول : ((إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا )) . فالإيمان يدخل إلى القلوب رويدا رويدا إلى أن يتكامل ويبلغ مداه وذلك بملازمة أعمال البر وإقامة تعاليم الإسلام ورحم الله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم حيث جمعوا بين شيئين عملا صالحا وخوفا من الله وجمعنا شيئين معصية لله وأمنا من عذاب الله ! نسأل الله عز وجل أن يتجاوز عن سيئاتنا .أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته