اعترضت إسرائيل علي الدعوات الأمريكية بعدم مواجهة إيران في الوقت الحالي حيث حذر ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي من أن تل أبيب ستفعل ما تحتاج أن تفعله.
وبعد لقائه الذي استمر ساعتين مع توم دونيلون مستشار الأمن القومي الأمريكي في القدس المحتله, خرج باراك من الاجتماع غاضبا وقال ان أفعال الدول ذات السيادة تقوم علي إدراكها لمصالحها الخاصة.
ووصف باراك العلاقات بين أمريكا وإسرائيل بأنها علاقة بين دولتين ذات سيادة, كل منهما مسئولة في التحليل الأخير عن القرارات التي تتخذها وعن مستقبله, في إشارة إلي قرار مهاجمة إيران. في الوقت ذاته, ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن تل أبيب قدمت احتجاجا إلي واشنطن إزاء الانتقادات الأخيرة لإسرائيل من جانب مسئولين أمريكيين رفيعي المستوي من مغبة شن هجوم ضد إيران.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين قولهم إن هذه الانتقادات تخدم المصالح الإيرانية, وإن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك ومسئولين كبارا آخرين أعربوا عن عدم رضاهم لمستشار الأمن القومي الأمريكي.
ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي رفيع المستوي قوله إن نيتانياهو وباراك أعربا لدونيلون عن عدم ارتياحهما ازاء التصريحات الأخيرة للجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة يوم الأحد الماضي والذي حذر فيها إسرائيل من تداعيات شن هجوم علي إيران.
وقال المسئولون الإسرائيليون: لقد أوضحنا لدونيلون ان هذه التصريحات والبيانات لا تصب سوي في صالح إيران, حيث يري الإيرانييون أن هناك جدلا بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأن هناك معارضة أمريكية للهجوم العسكري الإسرائيلي مما يقلل الضغط علي إيران. كما أكد المسئولون الإسرائيليون لدونيلون ضرورة زيادة الضغط والعقوبات علي إيران من أجل تجنب استخدام إسرائيل لخيار الهجوم العسكري.
وذكرت الصحيفة أن المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية ستستمر إلي غد عندما يصل مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر إلي إسرائيل لإجراء محادثات مع رؤساء الهيئات المخابراتية والدفاعية في تل أبيب.
وفي سياق متصل, نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسئول إسرائيل ـ رفض الكشف عن هويته ـ قوله إن إسرائيل تواجه ضغوطا من جميع الجهات, خاصة من الجانب الأمريكي الذي لا يرغب في أن يتفاجأ ويجد نفسه وجها لوجه أمام الأمر الواقع تجاه الهجوم الإسرائيلي علي إيران. وفي هذه الأثناء, ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نيتانياهو سيلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن في الخامس من مارس القادم, علي خلفية احتمال توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
وفي ظل التصعيد الإسرائيلي ضد إيران, شدد وزيرالدفاع الايراني الجنرال أحمد وحيدي علي مواصلة بلاده تعزيز قواتها البحرية.
وقال وحيدي إن القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني عززت قوتها البحرية رغم العقوبات المفروضة عليها منذ العقود الثلاثة الماضية.
وفي السياق ذاته, نقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية قوله إن إيران ستتخذ إجراء مسبقا ضد أعدائها إذا شعرت أن مصالحها القومية تتعرض لخطر.
وصرح أحمد وحيدي للوكالة استراتيجيتنا الآن هي أنه إذا شعرنا بأن أعداءنا يريدون تعريض مصلحة إيران القومية للخطر ويريدون اتخاذ قرار بذلك فاننا سنتحرك دون انتظار تصرفهم.
وفي الوقت نفسه, أكدت صحيفة التايمز البريطانية علي أن إيران تقف علي شفا حرب بسبب برنامجها النووي المثير للجدل, موضحة أن طهران ستصبح في حال حيازتها للسلاح النووي تهديدا حقيقيا بالنسبة لبقية الدول في المنطقة, مؤكدة أنه ليس هناك سبب آخر أمام إيران من وراء امتلاك هذا النوع من الأسلحة إلا لاستخدامها في سلوك عدواني. ورأت الصحيفة أنه علي الرغم من أن الدول الغربية ليست علي استعداد لشن ضربة إجهاضية بحق إيران فإن إسرائيل تري السلاح النووي الإيراني باعتباره تهديدا حقيقيا لها ومن ثم لا تستبعد شن ضربة عسكرية علي منشآت إيران النووية. وأضافت أن حربا تلوح في الأفق والعالم يتحرك كالمتجول أثناء نومه لا يمكنه منعها.