في صحبة عالم ( جولة حول الدولة )
للدكتورة مها محمد شحاته
كان حُلما فخاطرا فاحتمالا *** ثم أصبح حقيقةً لا خيالا
ما أروع مصاحبة د. إبراهيم الفقي ,,
لقد مَنّ الله سبحانه وتعالى عليَّ بمنة عظيمة ، وهي مصاحبة الدكتور إبراهيم الفقي في جولته حول الدولة ،
فشاهدت وأندهشت وأيقنت حقا أن الله ( عز وجل ) إذا أعطى أدهش ..
فما أجمل أن أرى بعيني آثار أقدام ذلك العالم على أرض مصر محافظة تلو الأخرى ، فيستمر في سيره ،
ويرسخ في الأذهان ضرورةَ الإصرار على الاستمرار رغم كل شيء وأي شيء !!
وما أبدع أن أسمعَ بأذني صوتَ الحماس يملأ أرجاء هذه الأماكن ، فيوقظ المارد بداخل كل إنسان فيها !!
وما أغلى الشعور بالأمان يملأ قلوبا طالما اشتاقت للأمل والتفاؤل !
كل ذلك لاحظته في من استخدمه الله ( عزوجل ) ليكون الضوء الذي ينير ظلام الوهم بضياء اليقين ..
تعرفت في أثناء الجولات في محافظات بلادي على معالم طريق الامتياز في صحبة هذا العالم الجليل ..
فبينما يهدم البعض أبنية الأمل في غدٍ مشرق ، يبني هو بفضل الله ( عز وجل ) الاعتقاد الراسخ في
عقول الشباب : أن إذا ينتظرنا ، فلنستعد لمعانقته بحماس وأمال مخطط لها استراتيجيا ، فعفوا ،
لا للفوضوية والعشوائية الفكرية ، ونعم للاستراتيجيات .
تعلمت كيف أخطط لحياتي ، كالأتي :
1- أفكر في الأسوأ ، وأضع له بدائل واحتمالات .
2- أتوقع الأفضل .
3- أتصرف بمرونة شديدة وقوة .
تعلمت أن :
المرونة تحتاج إلى قوة ..
والفرصة تحتاج إلى سرعة لاستثمارها ..
والمنافسة تحتاج إلى الابتكار والإبداع ..
تعلمت أن أسس النجاح الأساسية هي :
1- القيم العليا .
2- والرؤية الواضحة .
3- والاعتقاد الذاتي .
تعلمت أن يكون ذهني متفتحا لكل شيء ، ولا يرتبط بأي شيء فقط ، بل متصل بالأشياء اتصالا فعالا ،
فيستخدمها لخدمة رسالته في هذا الكون ، كخليفة لرب الكون ( جل وعلا )
*لقد عايشت تفاصيل دقيقة ، قد يتعذر ملاحظتها داخل قاعات المحاضرات ، وهي إنسانيات عالية ،
يعلمنا إياها د. إبراهيم الفقي من خلال مواقف حياتية إيجابية .
*لقد شاهدت العطاء البشري يجسده الدكتور في اهتمامه بالصغير والكبير وذوي الاحتياجات الخاصة .
*في أثناء الجولات حول المحافظات ، تألمت وتعلمت وتأملت ، فيا لها من تاءات جوهرية في حياتي!
*تألمت عندما تعاملت مع بعض العقول المغلقة علي أفكار سلبية وخرائط ذهنية لم تعد صالحة الآن للاستخدام .
*تعلمت عندما لاحظت ما وراء سلوكيات البعض فقررت الاعتناء والاهتمام بهم حتى أشبع احتياجاتهم فتهدأ ثوراتهم الداخلية .
*تأملت حكمة الاحتواء فما أروعها لضم واحتضان من يظنه البعض أنه ليس بحاجة لذلك.
فكم أنا سعيدة لهذه الهبات التي وهبني الله إياها عندما صاحبت الدكتور إبراهيم الفقي فقرأت بفضل الله ما بين سطور كلماته
وعباراته ، واستمتعت بإنصاتي لصمته أكثر من كلامه ، وأدركت ما لا يمكن إدراكه إلا بصحبته فلله الحمد كله.
* تخيلوا : نرتوي ويظنك البعض أنك تروي أرضا ليست بحاجة إلى دمائك الذهنية ، فتصر على الاستمرار في السعي
بإيمان ويقين أن هذه رسالتي في الحياة : أصل إلى من لا يستطيع الوصول إليه ، فأشهد على عطاء الله ،
وأعطيه منى فضل الله الإدراكَ والحماس ، فيرتوي ، وبقانون الرجوع أرتوي ، بما رويت به الآخر ، وهنا يتحقق قول الآخر " الدعوة للداعي "
( هكذا كانت ثمار محاضرات وجولات د . إبراهيم الفقي )
*تعلمت من د. إبراهيم الفقي أن كل ما يمرّ به الإنسان هو مصادفة مقدرة من الله ( عز وجل )
ليقوم بدور محدد بمعالم واضحة قد لا يعلمها الآخرون ، وقد يتجاهلون وضوحها ، وقد ينكرونها ، ولكن الصوت الإيجابي الداخلي
لإنسان فقط الذي يمده بالإصرار على الاستمرار في التزود بزاد الرحلة التي سيقوم بها بإذن الله .
*علمني أستاذي د. إبراهيم الفقي أن أقف مع نفسي وقفة حزم وحسم من وقت لآخر ، لأقيم جهدي ، وأعدّل في استراتيجية فعلي ،
وأتعلم من نتائج فعلي ، ثم أعاود وضع هدفي في الفعل مرة أخرى بقوة ثلاثية ، هي : الالتزام ، والانضباط ، والإصرار ،
فأصل إلى ما أريد بإذن الله ، فجزاه الله ( عز وجل ) خير الجزاء .
* أستاذي ومعلمي وقدوتي د. إبراهيم الفقي كان وسيظل بإذن الله ( عز وجل ) الضوء الذي يدل على نور السماوات والأرض ،
فتستنير عقول وقلوب البشر بحب الله ، والتخلق بأخلاق الرسل والأنبياء والمرسلين وأولياء الله الصالحين ،
فدائما وأبدا كان ختام حديثه : " عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك ، وطالما هي آخر لحظة ، فاهدِها لله عز وجل "
رحمه الله وعفا عنه ..
د. مها محمد شحاته ( مدربة ومساعدة المرحوم د. إبراهيم الفقي )
ريحانة التنمية البشرية ..
تابعوني على الفيس بوك : د. مها محمد شحاته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ