فى معسكره الخارجى بالإمارات، خسر الأهلى مباراتين من أصل ثلاث وديات، وأدى مباريات هى الأسوأ له على الإطلاق مع مديره الفنى مانويل جوزيه، فى الوقت نفسه لعب الزمالك مباراتين فى دورى أبطال إفريقيا أمام يانج أفريكانز «الضعيف» تعادل فى مباراة وفاز فى الأخرى بهدف وحيد، ولعب بنفس الأداء السيئ الذى كان عليه الأهلى فى الإمارات، وكان الحل السحرى للخروج من أزمة الأداء سواء بالنسبة إلى الأهلى أو الزمالك هو الادعاء بأن الحالة النفسية للاعبين أثرت على الأداء.
الحالة النفسية هى الشماعة التى سيعلق عليها الجميع أخطاءهم فى المستقبل، وأى أخطاء من اللاعبين سيكون العبء النفسى هو السبب، وإذا كان هذا هو السبب فعلا، فإن الرد كان على لسان شريف إكرامى حارس مرمى القلعة الحمراء، بعد وفاه شقيقه الشاب أحمد إكرامى، عندما صرح بأن الحياة لا بد من استمرارها، وعاد إلى التدريب بعد أسبوع لأن الكرة هى عمله ومصدر رزقه.
وكثيرا ما كنا نشيد باللاعبين الذين يعودون إلى اللعب بعد وفاة عزيز عليهم، والقائمة تطول بكثير من النجوم الذين فقدو أعزاء لديهم، لكنهم لعبوا مباريات بعدها مباشرة، على رأس هؤلاء النجم الكبير محمود الخطيب، الذى تدرب بعد وفاة والدته مباشرة، وعبد الواحد السيد الذى شارك أمام الإسماعيلى نفس يوم وفاة والده، وأخيرا أيمن حفنى لاعب طلائع الجيش، الذى شارك بعد أن قام بدفن والدته، هذه الأمثلة كانت على سبيل المثال لا الحصر.
والبعض إذا برر إلغاء النشاط الرياضى بسبب الحالة النفسية للاعبين فهذا كلام غير صحيح، لأن إلغاء الدورى له عديد من المبررات الحقيقية بدلا من حجة الأزمة النفسية التى يتحدثون عنها، وأول هذه الأسباب الحالة الأمنية التى تمر بها البلاد، وهى التى تمنع إقامة المباريات، لأن هناك أكثر من مباراة فى الدورى اقتحمها الجمهور على رأسها مباراة المحلة والمصرى، والأهلى والمحلة، وأخيرا مباراة المذبحة المصرى والأهلى، وإذا عاد الدورى فإنه لا أحد يضمن سلامة الجماهير واللاعبين فى ظل حالة الاحتقان الذى تمر به الملاعب المصرية.
أما السبب الثانى فهو أن الوقت المتبقى من الموسم لن يسمح بإقامة باقى مباريات الدورى، لأنه يتبقى لنهاية الدورى 23 أسبوعا، إضافة إلى ارتباطات المنتخب المصرى الدولية فى شهر يونيو ومشاركة المنتخب الأوليمبى فى دورة الألعاب الأوليمبية بلندن، لذلك فإن المنتخبات ستدخل فى معسكرات بدءًا من منتصف مايو، وهو ما يعنى أن المتبقى من الزمن 45 يوما فقط لا تكفى للعب 3 أسابيع من الدورى.
السبب الثالث هو حالة الاحتقان من الجماهير ضد فريق النادى المصرى، لذلك فإن عودة الدورى تمثل خطورة كبيرة على لاعبى المصرى.
أما السبب الرابع فهو إقامة الانتخابات الرئاسية فى الفترة القادمة، وهو ما يعنى انشغال الأمن بتأمين المؤتمرات للمرشحين للرئاسة، وكذلك تأمين اللجان الانتخابية، وهو ما يعنى صعوبة وجود قوات كافية لتأمين 9 مباريات كل 3 أيام، وإذا عاد الدورى الممتاز فسيعود كذلك باقى دوريات الدرجتين الثانية والثالثة، مما يعنى إقامة أكثر من 80 مباراة كل أسبوع، وهو أمر أشبه بالمستحيل على الأمن وحالته المتردية هذه الأيام.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]