بعد 33 عاما قضاها على رأس السلطة في اليمن، وبعد اشهر من الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة برحيله، تنازل علي عبدالله صالح رسميا الاثنين عن موقع الرئاسة لصالح نائبه السابق عبد ربه منصور هادي.
وسلم صالح مقاليد الحكم رسميا يوم الاثنين الى هادي الذي كان قد ادى اليمين الدستورية يوم السبت الماضي.
وتعد عملية نقل السلطة جزءا من المبادرة التي تقدم بها مجلس التعاون الخليجي لحل الازمة اليمنية، وهي المبادرة التي تتضمن ايضا منح صالح حصانة من الملاحقة القضائية.
وبموجب المبادرة، سيقضي عبد ربه هادي فترة رئاسية امدها سنتان يشرف خلالها على كتابة دستور جديد للبلاد.
وكانت الانباء قد نقلت في وقت سابق عن مساعدين لصالح قولهم إنه يزمع التوجه الى المنفى في اثيوبيا.
وقالت وكالة اسوشييتيدبريس إن مساعدين لصالح اكدوا انه سيغادر اليمن في غضون اليومين المقبلين مع عدد من افراد اسرته الى اثيوبيا.
وكان صالح قد حضر يوم الاثنين مراسم تنصيب الرئيس الجديد في صنعاء.
وبذا يصبح صالح رابع رئيس دولة عربي يطاح به من السلطة منذ انطلاق ما بات يعرف بالربيع العربي في العام الماضي، إذ سبقه كل من الرؤساء السابقين زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي.
وكان صالح قد عاد الى اليمن يوم السبت الماضي بعد خضوعه للعلاج في الولايات المتحدة من جروح اصيب بها في محاولة اغتيال استهدفته في يونيو / حزيران الماضي.
وكان مراسل بي بي سي في صنعاء عبد الله غراب قد اكد أن المعارضة اليمنية أعلنت مقاطعتها مراسم تنصيب الرئيس الجديد بسبب اصرار الرئيس السابق على حضور مراسم التنصيب.
وقالت المعارضة في بيان لها إن حضور صالح الى جانب الرئيس الجديد يعد استفزازا لمشاعر الملايين من اليمنيين الذين انتخبوا هادي واختاروا التغيير.
واتهمت المعارضة صالح بمحاولة الظهور في تلك المراسم البروتوكولية وكأنه سلم السلطة طوعا وليس تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية.
وفي شأن آخر أعلن شباب الانتفاضة حزمة مطالب يقدمونها للرئيس الجديد في مقدمتها الاعتراف بالثورة وتقديم قتلة المتظاهرين الى المحاكمة والعمل على استكمال بقية أهداف الثورة بحسب بيان تلوه في مؤتمر صحفي عقدوه صباح الأحد في ساحة التغيير بصنعاء.
كما طالب شباب الانتفاضة المستقلين والحوثيين باستكمال تحقيق أهداف الثورة.
وكانت ساحة التغيير شهدت مهرجانا لتكريم ضحايا الاحتجاجات تعهد فيه الشباب باستمرارها حتى تتحقق كل اهداف ثورتهم بحسب وصفهم.