فرح بسمة و حمزاوى مشهد تغيير فى مصر
مشهد الفرح مشهد ثابت لا تخلو منه الدراما الحياتية التى ترافق البشر أينما وجدوا على سطح الأرض ، و قد إعتاد المصريون أمام مشهد الفرح الذى يمر فى كل بيت بإختلاف مستوياته بداية من بيت ( الزبال ) .. البواب .. الموظف و مرورا بالسفير و الوزير و حتى رئيس الدولة أن تشغلهم تفاصيل تلك الليلة بداية من مكان الفرح .. طرحة العروس وفستانها .. سعره ... ماركة بدلة العريس .. البوفيه و مستواه .. المطربين الذين يحييون الليلة .. الشبكة و قيمتها المهر و المؤخر و المأذون الذى سوف يعقد القران و صديقات العروس الذين يبحثون عن القسمة و النصيب ، و أهم تفاصيل الفرح ( نميمين الفرح ) الذين لا يعحبهم العجب بداية من العريس الذى لا يليق بالعروسة ووصولا بأن الليلة بأكملها لا توجد إيجابية واحدة فيها ، و بعد سلخ ونهش لحم العريس و العروسة و أهله و أهلها تنتهى النميمة بعبارة ( دع الخلق للخالق .. إحنا مالنا ) هذة التفاصيل رسمت المشهد الإعتيادي للفرح المصرى و كلما صادفنا فرح تمنينا أن نخرج منه بتفاصيل مختلفة الصياغة و لكن ليس كل يتمناه المرء يدركه .
و مع بداية العلاقة بين الدكتور عمرو حمزاوى و بسمة كان ينبئ هذا المشروع بأن هناك فرحا مصريا مختلفا ينتظرنا و أن الأمنية المعلقة توشك على التحقق إذ قرر طرفين العلاقة أن يتوجا علاقتهما بالفرح .. انتظرنا فرحا على خلفية تغيير مجتمع .
لم أكن من مريدين دكتور عمرو حمزاوى منذ سطوع نجمه على ساحة السياسة المصرية خلال أحداث يناير 2011 و ربما لأننى كفرت بكل سياسيا فى تلك الفترة وهذة المرحلة و ما ينطقون به أو لأننى أرفض أن أدخل (اللعبة القذرة ) التى يشيرون بها أرباب السياسة إلى مفهوم السياسة نفسها فالأشياء و المعانى المطلقة و المجالات لا تقذر إلا بالأشخاص و لا تسمو أو ترتفع إلا بالأشخاص أنفسهم و إذا كان السياسى فى بلدنا يعتمد الوصف الدراج للسياسة بأنها (لعبة قذرة) فما بالك باللاعبون ..!كانت إنطباعاتى عن حمزاوى حياديا ( لا احبه و لا اكره ) و ما أصعب هذة النوعية من الإنطباعات فهى ظالمة لك و للآخرين فهى تفقدك متعة التذوق و التميز توهم نفسك بأنك عادلا و انت ظالم فى حقيقتك لا تسطيع أن تقدر الأشخاص حق تقديرهم يصعب عليك إنتقاء وفرز الأشخاص الكل سواء بالنسبة لك ليس لديك رسما بيانيا بمنحنيات مختلفة تحدد مكانة الأشخاص بالإنخفاضات و الإرتفاعات بل الكل يقع على خط مستقيم يقف عنده السيئ بجوار الجيد .
أعود إلى حمزاوى لم أكن أتوقع أن أحترمه و أن أستثنيه يوما عن باقى اللاعبون بسياسة بلدى الإ عندما أعلن بما نطق به نبض قلبه فى زاويته الصحفية حينما كتب مقالته التى حملت عنوانها ( أشك ) و أعلن فيها عن شفرة قلبه علنا ( بسمة ) .. لحظة قراءتى لمقاله شعرت بأن التغيير بدأ يمس كيان المصريين ها هو مصريا يعلن حبه على الملأ ها هو سياسيا لامعا يكسر كل التقاليد الدرامية المستهلكة التى شاهدناها سينمائيا بأن العلاقة بين السياسى و الفنانة علاقة مظلومة و لابد أن تكون مستترة تخيم عليها الظلمة لا يحق لها أن تبصر النور، أونوعا من الجبر لطرفى العلاقة تجبرهم على التعامل مع مشاعرهم و رغباتهم على أنها ما هى الإ متعة حرام تجرمها مظاهر إجتماعية هشة أو سياج دينيا يسئ إلى كل المناهج السماوية ، لا أعرف من الذى شوه هذا النمط من العلاقات الإنسانية و لكننى كمصريين لدينا ثقافة خلق الحاجز أو المشكلة بدون مبرر و خلق البطل الذى يكسر هذا الحاجز الوهمي ، و لا ننتبه أن الجاجز و البطل كليهما من صنعنا ، أعترف أننى بدأت أحترم هذا الرجل بداية من هذا الموقف الذى كان بمثابة نقطة فارقة فى إنطباعاتى عنه فإنسانا صادقا قد يؤدى بنا إلى سياسى صادق م و لكن ليس بالضروة ان يصبح العكس صحيحا ، من يحتكم لنداء القلب يرحم ، ومن يولى سلطان فلبه على قرارته فهو صادق و من لا يفكر فى القيود أو الإستثناءات أو الإعتبارات فهو إنسان يتنسم الحرية و لا يدعى التحرر .
لم يشغل بسمة فى أن تكون المرأة الثانية فى حياة حمزاوى و لم يشغلها أن يكون من إختاره قلبها ابا لأطفالا غير أطفالها فى المستقبل فى مقابل أن يكون حمزاوى الرجل الأول فى حياتها هذا التفكير بعيد عن التقاليد و الأعراف و عقلية الفتاة المصرية ، أن يتزوج رجلا للمرة الثانية من فتاة لم يسبق لها الزواج كان أمرا شبه مستحيلا ، قررت بسمة أن تتجاوز إطار تفكير بنات جيلها و مجتمعها فى هذة النقطة كما قررت أن تكون خارج حدود تفكير المجتمع الفنى التى تنتمى إليهم حيث أن الفنانات بفضلن الزوج صاحب المال والأعمال الذى يؤمن سبل المعيشة الآمنة للفنانة الإ أن بسمة إختار ت السياسى و سياسة تعصف دائما بلاعبيه اما إلى أعلى السماوات او لأسفل فى سابع أرض ، بعدث بسمة عن كل الحسابات البراجماتية فى إختيار شريك حياتها و تركت القرار لقلبها ، و أتفقا الثنائى على الفرح المشهد المرتقب لعلاقة شابها بعض الأخبار المغلوطة و الشائعات لتكمل بسمة تحضيرات فرحها أرادته بسيطا و ليس أسطوريا كان بوسعها أن توجه دعوات إلى مطربى العالم العربى ليقوموا بإحياء ليلتها و الكل كان حتما سيلبى الدعوة و لكنها أرادت تجاوز صخب الليلة كان بوسعها أن تظل حديث المجلات المجتمع لأشهر اذا وجهت الدعوات إلى نجمات و نجوم الوسط الفنى و لكنها عدلت عن الفكرة و فضلت أن تكتفى بالفنانة المصرية جيهان فاضل شريكتها فى جلسات الميدان و الفنانة التونسية هند صبرى و كأن لدعوتهما دلالة تبدو واضحة ربما للنبض السياسى لدى الأثنتان الواضح فى مشاركتهما فى أحداث مصر و تونس كان تفكير بسمة مختلفا .. غريبا .. كان فستانها بسيطا ، إتقت شرعدسات الكاميرات لتظل إبتسامتها توشم ذاكرتها لا تحتاح إلى صورة تذكرها بأحداث الليلة ! و شريكها حمزاو ى كان لا يقل عنها غرابة فى التفكير فقد دعا المختلفين معه فى لحظاته الخاصة .. لحظات الفرح ، نادر بكار المتحدث الرسمى لحزب النور السلفى و المختلف عن معتقدات حمزاوى الليبرالية و منصور حسن رئيس المجلس الإستشارى الذى لا يروق لحمزاوى بقائه بعد برلمان منتخب بإرادة شعبية .. عناق المختلفين ما اكثره رقيا
قدر ما كانت بسمة و حمزاوى أشخاصا مختلفة قدر ما صنعوا بمشهد فرحهما صياغة مختلفة للفرح المصرى و قدر ما تركوا تأكيدا داخليا بأن التغيير لا يبدأ إلا بقرار أو رغبة من الأشخاص أولا، كل تقديرى للشريكان بسمة و حمزاوى فرحكما اشعرنى بأن (مصر باين عليها بتتغير ) ..