مِن أين تأتى شيرين عبد الوهاب بكلمات تساوى مساحة صوتها وموهبتها؟ مهما كانت الإجابة فإنه ليس من حقها أن تقدم أغنيات دون المستوى بأى حجة. ألبومها «اسأل عليّا»
يستقبلك بإيقاعات الطبلة والجيتار والأكورديون فى أغنية «والنبى لو جانى» فسوف ترقص عندما تسمعها، ثم لن تتذكر شيئا من كلماتها الساذجة. «نفسى أفهم ليه»، كانت مشروع أغنية متكاملة بكلمات أمير طعيمة التى تحمل إحساسا خاصا، ولحن خالد عز الهادئ، لكن شيرين عندما تغنى ذلك اللون الرومانسى الباعث على النوم تبدو غير مقنعة، كان يمكن أن تختار طبقة صوت أعلى قليلا لتبدو أكثر حيوية وقوة مثلما فعلتها مع أغنية مشابهة لها هى «ماتحاسبنيش». فى «هتروح» شيرين ما زالت تناهد مع حبيبها الذى يصر على الفراق، متجاهلا هيامها به وتغنى بنفس الطريقة الهائمة التى لا تستوعب صوتها، ويبدو معها فقيرا جدا، رغم أن كلمات أحمد عطيتو كان بها شىء من الطزاجة، ولحن تامر علِى يليق فى الحقيقة بمطربة أخرى صوتها أقل مشاكسة من شيرين. يبدو الملحن أحمد صلاح حسنى هو الأكثر فهما لطبيعة صوت شيرين، حيث يقدم لها لحنا يلائمها تماما فى «أعصابه تلاجة» مع أمير طعيمة الشاعر الذى كتب أغنية خفيفة الدم، تلقائية ولا تخلو من الشياكة. «واحدة بواحدة» تحمل تميّزا فى اللحن الذى وضعه مصطفى عوض، والتوزيع لمحمد مصطفى الذى يستأثر بأكثر من نصف أغنيات الألبوم، وإن كانت شيرين تكمل بها مسيرتها فى استجداء المعاملة الطيبة، وموضوعها استنساخ صريح لأغنية إليسا «من غير مناسبة». كما أن شيرين أيضا فى «مسؤولة منك» تتقمص دور جنات فى أغنية «على فكرة». أما «لو لسه باقى» و«ده مش حبيبى» و«بتحكى فيه إيه» فتخدم نفس فكرة المرأة المهزومة قليلة الحيلة. أما «اسأل عليّا» فتأتى تتويجا لرحلة الاستعطاف، ورغم أن الجمهور يحب شخصية شيرين العنيدة، فإنها فاجأته بالتنازل عن كامل قناعتها العاطفية فى الألبوم، والنتيجة لم تكن سارة، حيث لم يتبق من التجربة سوى فستان شيرين الوردى المتطاير على البوستر، واللوك الجديد، بعد أن تأكد أن مطربة «آه ياليل» تقدم بلا خجل الجزء الثانى لألبومها «باطمنك»، بطريقة أكثر مللا.