الفتاة المدللة.. لا مسؤولية واتكالية

الفتاة المدللة.. لا مسؤولية واتكالية

اتفق مختصون على ان مفهوم المسؤولية يندرج تحت مفاهيم عدة منها الشعور بالامانة الكبرى الملقاة على عاتق الفرد، و كيفية الحفاظ على ثقة من اعطانا تلك المسؤولية.
ووفق هذا المفهوم فان الفتاة المدللة في بيت ابيها والتي تعودت على ان طلباتها مستجابة، والتي تعتبر المسؤولية شيئا مناطا بمن يكبرونها سنا ليست قادرة غالبا على بناء عش الزوجية وغير مؤهلة لفتح بيت قائم على اسس سليمة .
اسئلة عديدة تم طرحها لمعرفة مدى نجاح بيت قائم على فتاة مفرطة الدلال .
رائدة التل أم لثلاث بنات تقول: انا لست مع فكرة ان دلال الفتاة يجعلها غير قادرة على تحمل مسؤولية فتح بيت الزوجية! لان مفهوم الدلال له عدة جوانب فأنا من تجربتي الشخصية، اعتبر بناتي مدلالات ولكن ليس لحد الإفساد الذي يجعل منهن غير قادرات على فتح بيت الزوجية وزادت بالقول تجربتي بابنتي الكبرى والوسطى ناجحة لان الوسطية والاعتدال في كل شيء يفي بالغرض..
ندين فتاة 26 عاما متزوجة منذ سنة ونصف، عشت في منزل اهلي الفتاة المدللة كوني الابنة الصغرى لا اذكر انني ساعدت أمي في ترتيب أمور المنزل أو اقتربت ولو قليلا من المطبخ، كنت المدللة من الجميع لا احد يرفض لي طلبا، تزوجت ولا انكر فضل زوجي كونه رجلا متعاونا، ولكن واجهتني عدة امور احسست بها اني عاجزة عن فعل أي شىء، فامي تحضر لي الطعام كل يوم منذ بداية زواجي وتحضر لي عاملة بين الحين والاخر لتنظف منزلي، حاول زوجي مرارا ان اعتمد على نفسي بطريقة غير مباشرة كي لا يؤذي مشاعري لكن دون جدوى، فانا تعودت ان القي المسؤولية على غيري وفعلا لا يعتمد علي بشيء، الامر الذي انتهى بعودتي الى بيت اهلي مطلقة وذلك لاجهاضي طفلا لشعوري باني غير مؤهلة وقادرة على الاعتناء به وتحمل تلك المسؤولية.
ام عمار اضافت بغضب، لدي ابنتان مدللتان من قبل والدهن الذي لا يرفض لهما أي طلب، وهذا طبعا لا يرضيني فدائما ما نتشاجر من أجل هذا الموضوع، فالزوج ليس أبا أو أما لكي يرضى بما نحن نرضاه، فانا أخشى عليهن من عواقب هذا الدلال، لذلك احاول جهدي ان اهيئهما دائما وبخاصة في الاجازة الصيفية على اعمال المنزل والمطبخ وتحمل المسؤولية وذلك لتحضيرهما لتقبل الحياة المقبلة والتأقلم مع وضع الحياة الزوجية بأسرع وقت.
تغريد العلان ربة بيت حدثتنا عن تجربة صديقتها قائلة، برايي كون البنت مدللة لا يعني بالضرورةعدم صلاحها للزواج، فالامر لا يتوقف هنا فالتحلي بالاخلاق مقرونه بصفة الدلال لا ضير منه.
وقالت احدى صديقاتي تعتبر مدللة بالمقاييس الى حد كبير من قبل اهلها وخاصة كونها البنت الوحيدة بين عدد من الاولاد، لكن هذا لن يؤثر عليها ويفسدها بل بالعكس فهي من غير مبالغة ربة منزل وام من الدرجة و الاولى وتتحمل المسؤولية بقدر يجعلها تنال اعجاب زوجها ومن حوله و تكسب احترامهم، لذا ارى ان مسالة دلال المراة و صلاحها للزواج تتناسب تناسبا طرديا مع اخلاقها و دينها.
ويقر احمد الذي اكتفى بذكر المقطع الاول من اسمه بتحمله دلال زوجته المفرط ، ويقول الذي جعل من حولي يلاحظون ذلك ويرمقونني بنظرات تدل على انتقاص بالرجولة، كنت العب دور الرجل والمرأة في البيت والبي كل ما تطلبه مني زوجتي لكي لا اشعرها بالنقلة بين بيت الاب والزوج ولكن.. عندما اصبح الوضع لا يطاق واقاربي باتوا يصفوني بزوج المرأة جلست مع نفسي وقلت إلى متى تبقى أموري بهذه الحالة! فقررت ان اغير مجرى حياتي ووجدت نفسي امام خيارين ؛ اما ان تنسى الدلال المفرط او ان تعلم ان حياتنا باتت مهددة بخطر الانتهاء، فعندها أخذت زوجتي تتخلى شيئا فشيئا عن دلالها الزائد واصبحت تتحمل عبء مسؤولية الزواج بحده الادنى.
واشارت الدكتورة ناديا الهنداوي المتخصصة في علم الاجتماع، بداية الى مفهوم الفتاة المدللة وارتباطها بالزواج قائلة، الدلال هوعطاء دون مقابل للشخص المدلل وتنفيذ رغبته من دون توجيه أو مناقشة، والزواج حالة متكاملة من البذل والعطاء ونكران الذات والصبر! فكيف لفتاة مفرطة في دلالها تتسم بعدم القدرة على تحمل المسؤولية وضبط سلوكها ولا تفكر بغيرها وكل همها تلبية متطلباتها ورغباتها، وعلى الزوج ان يتقبلها ويختارها لتشاركه الحياة بكل صورها..
واكدت ان الدور الاكبر يعود للأسرة وكيفية تدليل فتياتها، بأن يتسم بالاعتدال وعدم الافراط بالدلال، وفي حال وجود احد الطرفين من الوالدين مفرط في التدليل لابد من الطرف الاخر ان يعي لذلك بتصويب الامور وتوجيههن ليتحملن المسؤولية في حياتهن الجديدة.

شكرا على الموضوع

مرسى على مرووووووووووووووووووووك