فقد
عُرف ما يسمى العلاج بالألوان منذ زمن طويل .. استخدمه الإغريق عند بنائهم
جدران وساحات ضخمة ملونة ليستطيع الأفراد الاستحمام تحت الضوء المسلط من
نوافذ وألواح زجاجية مختلفة الألوان, كما عرفه الفراعنة وذهبوا إلى أبعد من
ذلك, عندما كان الأشخاص يغمرون أنفسهم كليا في أحواض مملوءة بأصباغ ملونة،
اعتقادا منهم بقدرتها على شفائهم!.
وأظهرت
البحوث الحديثة , أن الاستخدام الصحيح للألوان يمكن ان يزيد التركيز
والنشاط, والقدرة على التعلم والفهم والتذكر بحوالي 55 - 78 في المائة,
لذلك يحاول المصممون دائماً استخدام الألوان التي تجعل مظهر الشخص أجمل
وتشعره بالراحة أيضا.
ويعتبر
اللون الأحمر من أقوى ألوان الطيف وقوس قزح, فهو لون الطاقة والحرارة
والحيوية والقوة، ويستخدم عادة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب
الشتاء.
ويرى المختصون في تقرير نشرته مجلة هيلث لاين الأمريكية, أن
ارتداء اللون الأحمر يوحي بثقة عالية في النفس وقوة كبيرة, ويعطي إحساسا
بالنشاط، لا سيما عند الشعور بالتعب والإجهاد.
وأشار هؤلاء إلى أن اللون
الأحمر يعتبر لونا مميزا للرومانسية والعاطفة المتدفقة, لأنه يزيد الطاقة
وحرارة الجسم, لذلك اتسم عيد الحب مثلا بالورود والقلوب الحمراء.
ومن
الألوان الأساسية الأخرى: الأصفر, الذي ينشط المخ ويقوي العقل, ويمكن
ارتداؤه لتحفيز الإبداع وتصفية الذهن لا سيما عند الإصابة بالتوتر العصبي,
وتنشيط اليقظة الفكرية, لذلك كان الأصفر رمزا للقدرة الفكرية والذكاء
والمرح والإبداع في نفس الوقت.
أما
الأزرق فيعرف باللون الهادئ, لأنه يهدئ الذهن ويساعد على الاسترخاء,
وارتداء الأزرق قد يكون مفيدا في السيطرة على العواطف والمشاعر وخلق إحساس
بالقوة والاستقرار النفسي والمعنوي.
ويقول
العلماء أن مزج هذه الألوان الأساسية مع بعضها, قد يكون أكثر فعالية
وإيجابية على نفسية الإنسان, لذلك فان ارتداء اللون البرتقالي مثلا الناتج
عن مزج الأحمر والأصفر معاً, يساعد في التمتع بالطاقة العالية الصادرة عن
اللون الأحمر والمحافظة على القدرة الذهنية المنبعثة من اللون الأصفر.
ويؤكد
هؤلاء أن تعلم كيفية تأثير الألوان على المزاج يمثل طريقة رائعة للسيطرة
على الحياة, لذلك فمن المهم ارتداء الثياب الملونة التي تزيد الشعور بالثقة
والحيوية والراحة, لأن الراحة والاطمئنان الداخلي عادة ما ينعكسان على
الخارج وتبقى الابتسامة المشرقة هي الأفضل لصحة سليمة وعقل متقد