أما بعد فإن اليوم قررت أن آتيكم بموضوع شيق و هو
درجات حبك لله
حب العوام
و قو أقل درجة حب للله سبحانه و تعالى
مثال : شخص لا يصلي و لا يأمر بالمعروف و قد يتجرأ للوقوع في الكبائر كشرب الخمور و الزنى لكنه في يوم من الأيام مر من الشارع فرأى شخصا آخر يسب في الله و في الدين فقام هذا الشخص بضرب ذلك الدي يسب الدين
حب الأبرار
هذه الدرجة أفضل بكثير من السابقة
قال تعالى : '' لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ''
مثال : كلنا ننفق .... لكن هل ننفق الحاجة التي نحبها ؟؟
مثلا عندك 5 بدلات ،هل ستعطي أحوج بدلة عندك أم أفضل بدلة ؟؟
حب الأبرار هو أن تعطي الحاجة التي تحبها يعني أن تعطي البذلة التي أنت تحبها
حب الأنصار
قال تعالى : '' وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ''
إذن الفرق بين حب الأبرار و حب الأنصار هو أن حب الأبرار عندك 5 بدلات فتعطي أفضل بدلة عندك لكن حب الأنصار مثلا عندك بدلة واحدة تحبها و ليست عندك أخرى و محتاجها فتعطيها .
حب أولياء الله
آية الإنسان 8 - 12 :
قال الله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله ،
لا نريد منكم جزاء ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا
* فوقاهم الله شر ذلك اليوم * ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) .
هذه الآية نزلت في أصح الروايات ، أن سيدنا علي و فاطمة رضي الله عنها أنهم كانوا في رمضان وكانوا صائمين ولما أذن المغرب فطرق الباب طارق : صدق يا أهل بيت رسول الله سائل مسكين فأعطوا طعامهم و باتوا ليلتهم بغير طعام ، و صاموا اليوم الثاني جائعين و أذن المغرب فطرق الباب طارق : صدق يا أهل بيت رسول الله أسير فأعطوا طعامهم و باتوا ليلتهم بغير طعام ، في اليوم الثالث جاءهم ابن السبيل ( هذا هو حب الأنصار رضي الله عنهم أجمعين ).
حب الأنبياء
هو أن تحب ما تكره فرارا من أن تقع في ما يكره الله و تحبه أنت
مثلا : شهوة الرجال للنساء و شهوة النساء للرجال ( لا يوجد أحد يكره هذه الشهوة )
لكن هل يوجد أحدا يحب السجن ؟؟
إذن حب الأنبياء هو أن تحب السجن الذي تكرهه خوفا من الوقوع في معصية الله التي قد تحبها النفس البشرية .
مثال سيدنا يوسف حيث قال : '' قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ ''
في الأخير أحذر نفسي و أحذركم أن يسيطر حب شيطاني على الحب الرحماني
مثلا أن نحب مشاهدة كرة القدم على الصلاة و أصبح الكثير يترك صلاته من أكل رؤية هذه اللعبة الحقيرة المخترعة من طرف اليهود ليغفل العرب عن دينهم .
فلنحاول أن يكون حبنا لله عز و جل أكثر من الأشياء الأخرى
فنسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعلنا ممن يقدرون الله حق قدره و أن يرحمنا برحمته و يدخلنا فسيح جناته.
آمين يا رب العالمين