اتهم عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أنصار الثورة المضادة، بالوقوف وراء أحداث الفتنة الطائفية التي تشهدها مصر هذه الأيام، مشيرا إلى أن استخدام القوة لم يعد له مبررا بعد أن أصبحت الحرية مكفولة للجميع.
جاء ذلك، خلال المؤتمر الجماهيري الذي عقده عبود الزمن في أسيوط أمس الاثنين، وسط حشد كبير من قيادات الحركات الإسلامية، وشارك في الحفل الشيخ/ عاصم عبد الماجد والدكتور/ عصام دربالة، كما أجرى طارق الزمر، مداخلة هاتفية لعدم تمكنه من الحضور، بناء على طلب المسئولين بمحافظة الجيزة وذلك لاشتراكه فى وأد وتهدئة أحداث الفتنة الطائفية بمنطقة امبابة داعياً له بالتوفيق فى مهمته.
وقال الزمر، أن زبانية النظام السابق كانوا لا يظنون أن أحدا يستطيع أن يوقفهم ولكن الله تعالى أخذهم أخذ عزيز مقتدر بعد أن كثر ظلمهم وظلموا شعبهم ونهبوا أمواله.
مضيفا أنه جاء إلى أسيوط لوأد الفتنة الطائفية التى اتهم أنصار الثورة المضادة الذين لا يريدون الخير لمصر بإثارتها وحذر المصريين جميعاً من الانسياق وراءهم، ودعا الجميع فى اسيوط للانتباه الى هذه المؤامرة التى يريدون فيها أن تنشأ الفتنة الطائفية وذلك لننشغل فى قتال داخلى وذلك حتى تستفيد الثورة المضادة من هذا القتال لمصلحتهم، وذكر أنه جاء لينبه على ذلك ويؤكد أن الثورة حين قامت خرج الجميع من أبناء هذا الشعب لا فرق بين مسلم وقبطى لا فرق بين كبير وصغير.
وطالب عبود الزمر من جميع المصريين الوقوف بجانب القوات المسلحة والمجلس العسكرى وجهاز الشرطة بل وجهاز الأمن الوطنى الذى يعمل الآن بصورة جديدة ليست كجهاز أمن الدولة السابق. وقال أن الجميع يجب أن يقف مع مجلس الوزراء بقيادة عصام شرف لأن هذه الوزارة هى حكومة الثورة فهذه حكومتنا يجب أن نسير جميعاً معها.
وأضاف الزمر، أن استخدام القوة لم يعد له مبرر حيث أن الحرية الآن مكفولة للجميع وقال: "لماذا نستخدم القوة ونحن لنا حرية الرأى والتعبير فلدينا حرية العمل السياسى والنقابى والدعوى والطلابى والإعلامى فهذا مكفول للجميع".
وفى ختام كلمته، قال الزمر أنه كان يتمنى أن يكون الشيخ عمر عبد الرحمن موجوداً معه فى هذه المنصة وقال أن المجلس العسكرى قد بعث ببلاغ لأمريكا يخبرها فيه أنه على استعداد لاستقبال الشيخ عمر عبد الرحمن والآن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيده الينا بسلام ودعا الله أن يكون ذلك قريباً.
وفي كلمته، أكد الشيخ عاصم عبد المالك بعبود الزمر، مشيرا إلى أن الجماعات الإسلامية تلقت عقاباً شديداً مضاعفاً أيام الرئيس المخلوع حسنى مبارك إما بالقتل وإما بالسجن لأعوام كثيرة ولكن الله تعالى قد عاقب حسنى مبارك واعلامه واتباعه وذريتهم لظلمهم وقال لقد نصرنا الله عليهم وسينصرنا على بقيتهم إن شاء الله.
وأضاف، أن ما يحدث فى امبابه وما تشهده من فتة طائفية، هو من اختراع اتباع النظام السابق، وضرب مثالاً لما حدث فى أسيوط منذ حوالى شهر حيث كادت أن تفتعل فتنة كبيرة بين الأقباط والمسلمين بسبب موت كاهن قبطى اتهم بقتله المسلمون.
وقد حمل الشيخ عاصم عبد المالك العلمانيين واتباع النظام مغبة ما يحدث الآن فى مصر واتهمهم بإثارة الفتنة وإشعال حرب بين أبناء الوطن الواحد، وذكر أن المسلمين ليس من شيمهم ولا أخلاقهم ولا دينهم أن يهدموا دير او كنيسة فمنذ القدم والمسلمون والأقباط يعيشون معاً ولم تحدث أى أحداث طائفية إلا فى السنوات الأخيرة فقط وذلك بالتأكيد بفعل فاعل والكنائس المسيحية والصلوات التى يقيمونها شاهدة على أننا لا نمنعهم من حقوقهم.
وقد بعث الشيخ عصام عبد المالك برسالة لأقباط مصر مفادها أن الجماعات الإسلامية لا تريد قتلهم ولا تريد طردهم من بلادهم التى هى بلادنا أيضاً وقال: "لستم ضيوفاً فى هذه البلد ولا نحن ضيوفاً فى هذه البلد وذلك لإن الإسلام أمرنا أن نعامل الجميع باحسان". مؤكدا أن المسلمين لا يريدون بالمسيحيين إلا الخير
من جانبه، أشاد الشيخ عصام دربالة بشهداء الثورة المصرية وما قدموه للوطن ولمصر من تضحيات، وقال أن مصر يتربص بها الكثير من الأعداء وأن الوضع الاقتصادى لمصر الآن سيئ جداً مشيرا إلى أن المظاهرات الفئوية التى تحدث الآن فى مصر تؤدى إلى تعطيل الإنتاج وقال أن مؤسسة الرئاسة ومؤسسات التشريع قد سقطت ولكن لم يعد بناءها من جديد وقال أننا أمام أزمة مركبة فى مصر تحتاج الى حلول كثيرة بالإضافة الى أننا أمام حالة من الانقسام فى مصر وهو ما يعرف بالفتنة الطائفية التى يؤججها من لا يريد لمصر الخير فيستخدم هذا السلاح ليقضى على هذه الثورة وهناك أيضاً انقسام آخر وهو الانقسام فى التيارات السياسية التى تحارب التيار الإسلامى ويقولوا عنه أنه تيار لا يريد أى أحد آخر ينافسه ولكن هذا الكلام غير صحيح فنحن نريد أن نعمل جميعاً من أجل بناء مصر والتيار الإسلامى الآن يمد يده الى الجميع من أجل بناء مصر الى جميع التيارات السياسية بل وغير المسلمين فأهم أولياتنا حالياً هو بناء مصر.