البيع الرابح
د. عائض القرني
عقد مكتوب ، وميثاق موقع ، وسلعة تعرض ، ومهج تباع .
المشتري : هو الله جل جلاله ، ( ومن أصدق من الله قيلاً ) ومن أوفى من الله ؟
الباعة : هم المؤمنون رواد بدر وأحد ، وتلك المواقف المأثورة والمشاهد المذكورة.
والسلعة : جنة علرضها السموات والأرض ، من دخلها لا يهرم ، ولا يندم ، ولا يبلى شبابه ، ولا تذبل ثيابه .
والثمن : مهج المصلين ، طارت من الصدور على رؤوس السيوف ، وتناثرت من الأحشاء على صدور الرماح ، فهل سمعت بيعاً كهذا البيع أوفى ، وأغلى ، وأجمل ، وأكمل ، وأشرق ، وألطف ؟!!
أمضاه أحمد عن أبطال أمته والله أنزله عهـداً وميثاقـاً
الأموال ، والأنفس ، والأعراض ، والجماجم ، والدماء كلها لمن خلقها ، وإنما هي عندنا عارية ، وصاحب العارية أحق بها ، ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) .
ليس لنا شيء ، ولا معنا وعندنا شيء ، فالعطاء ، والهبة ، والمنح ، والأيادي من الله عز وجل ، خلق ، ورزق ، وعافى ، وستر ، ولطف ، وتكفل .
من بخل بمهجته في سبيل الله ، خرجت منه غضباً ، وسالت رخيصة ، وذهبت ذليلة :
نفوس تذوق الموت قتلاً ولا ترى سوى القتل للمجد المبجل مكسباً